الخميس، 23 يونيو 2011

هل أنت عالق في الوسط؟

أردتَ التقدم في الحياة، فباشرت بشراء كتب التنمية البشرية لإبراهيم الفقي والدكتور صلاح الراشد والدكتور طارق سويدان، وحضرت ورشات عمل عن خرائط الدماغ، والعادات السبع للأشخاص الأكثر تأثيرا، ومدير الدقيقة الواحدة، وتدربت على البرمجة اللغوية العصبية.
لقد نجحت في تنمية عادات كتلك التي ينهجها الناجحون في حياتهم، وأصبحت عندك رؤية ورسالة، وخطة للتنفيذ، وكتبت الأهداف أمامك، وأصبحت جاهزا للتنفيذ. ولدى البدء قابلت بعض النجاح، ولكن مالبث أن زال بريقه. فأنت ورغم انتقالك إلى عملك في شركة الأحلام، تفاجأ بظهور زميل لئيم قام بإحراجك أمام المدير والموظفين، ليذكرك بالطالب الجالس أمامك في الصف الخامس والذي قام يوما بإحراجك أمام طلبة الصف والأستاذ.

 بعدها أصبحت تبحث عن شيء مختلف، على مستوى مختلف، فأنت الآن تعرف قانون الجذب من خلال فيلم "السر:The Secret" وقرأت الكتاب المترجم إلى العربية، ومن ثم بدأت قراءة الكتب التي ألفها قادة الفكر والتطوير الذين ساهموا في الفيلم. أنت الآن تعتقد أنك ستجعل قانون الجذب يعمل لصالحك أخيرا، فبدأت ببناء قصور وشراء سيارات والخروج مع جميلات، بحيث تصبح هذه الأشياء في بالك دوما لتجذبها.
ولكن تفاجأ أن أسوء مخاوفك هي التي بدأت بالظهور، المعلم العصبي، المدير المستفز، الزوجة النكدة، والسيارة التي تختار ان تتعطل في وسط الطريق تحت شمس الظهيرة. هل ذكرت لك الزميل اللئيم؟؟

هل يبدو هذا الأمر مألوفا لك؟

أنت يا عزيزي عالق في الوسط، تماما.

الوسط هنا مكان مختلف تماما عن الوسط في "وجعلناكم أمة وسطا". الوسط الذي أعنيه مكان حرج، تصل إليه عندما تبدأ بمحاولة النجاح وتغيير حياتك، فتتعلم ما يمكنك من رسم أحلامك وآمالك ومستقبلك ولكن تقف في منتصف الطريق غير قادر على تنفيذ أي منها، أو على الأقل تنفيذها على النحو الذي تريد. أنت الآن غير قادر على الرجوع إلى الماضي، قبل امتلاكك لهذه المعارف، ولكنك في الوقت ذاته غير قادر على المضي أماما.

 ذو العقل يشقى فى النعيم بعقله     و أخو الجهالة فى الشقاوة ينعم

في هذا الموقع تحديدا، تقف حيران أسفا. لقد قمت بتنفيذ كل تلك الاستراتيجيات، والآن ومهما كررت مانترا "أنا غني، أنا ناجح، أنا سعيد، أنا سلطان زماني، إن كان ممكنا لغيري فهو ممكن لي...." لن يتغير شيء عليك.

هل خطر لك أن تسأل نفسك لماذا؟؟

هناك تعليقان (2):

Shabayek يقول...

أحببت أن أكون أول المعلقين والمهنئين لك بافتتاح هذه المدونة، وأتخذها فرصة للتذكير بأن الطريق طويل، وأماالآن فهو وقت الكتابة ثم الكتابة...

لقد وضعت يدك على المشكلة، وأتطلع لقراءة حلك لها...

دعاء أكرم يقول...

مرحبا بك أخ رؤوف. أتمنى أن تصبح مدونتي مفيدة للآخرين كما هو حال مدونتك الكنز.
أدرك ان الطريق طوييييلة. ولكن الكتابة متعة حقيقية. والأمتع عندما يتابعنا اللامعون أمثالك. تحية لك.