الخميس، 25 أغسطس 2011

اسمعي ما لا أقوله، من فضلك


لا تنخدعي بي.

لا تنخدعي بالوجه الذي أرتديه،

فهو من آلاف الأقنعة التي ألبسها،

وأخشى خلعها،

ولكن أيا منها ليس أنا.


 

لقد أتقنت فن التظاهر والادعاء فأصبح طبيعة ثانية لي،

ولكن، لا تنخدعي، أستحلفك بالله لا تنخدعي.

أترك لديك انطباعا أني أثق بنفسي،

وأن شيئا لا يهتز فيّ: في كياني أو في مظهري،

ولكن الثقة هي اسمي والهدوء هو لعبتي،

أبدو واثقا في إبحاري مالكا لأمري

فلا يلزمني غيري،

ولكن لا تصدقي.



قد يبدو السطح رائقا، ولكنه قناع آخر ألبسه،

وأغيره كي لا تكتشفي ما تحته.

تحت السطح: هناك يختفي الهدوء،

فهناك يقبع ارتباكي وخوفي، ووحدتي تقبع.

ولكني أخفيها عنك. لن يعرف عنها أحد.

أرتعد لمجرد فكرة انكشاف وهني.

ولهذا تحديدا صنعت قناعا جديدا كي يخبئني،

أختبئ خلف واجهة منمقة من اللامبالاة،

فهي تسعفني، تساعدني في مسرحيتي

التي أفتعلها كي أحمي نفسي من النظرة التي تعرف.



ولكن نظرتك، تلك البصيرة تحديدا هي خلاصي، وأملي، وإسعافي

لا شك عندي.

إن تبعها قبولك لي،

إن تبعها حبك لي.

سأعتق نفسي، وأعتمد على نظرتك،

بها سأخرج من سجني الذي بنيته بيدي،

والأسوار التي أقمتها بعناية حولي.

تلك النظرة تطمئنني

حيث لا أستطيع إراحة نفسي،

بإخبارها أني لي أي قيمة.

ولكني اطمئني يا نفسي، ويا أسواري.

لن أعترف لها أبدا. فأنا لا أجرؤ، يا خوفي.


أخاف أن لا يتبع القبول نظرتك،

وأن لا تشعري بالحب تجاهي.

أخاف أن أصغر في نظرك،

أن تضحكي علي، وعندها تقتلني ضحكاتك.

أخشى أني في أعماقي لا شيء

وأنك سترين ذلك فترفضيني.



أترين، لهذا ألعب لعبتي اليائسة، مسرحية التظاهر،

بواجهة كلها ثقة تخفي الطفل المرتعش في نفسي.

وهكذا تمضي بهرجتي بأقنعة ادعائي الفارغة،

وتصبح هي حياتي وواجهتي.



وأدردش دردشاتي الناعسة معكِ بصوت حنكه مظهري.

وأتحدث عن كل شيء لا قيمة له،

ولا شيء عن شيء له قيمة،

وهو آهات أعماقي.

ولهذا، عندما أباشر أدائي

لا تنخدعي بما أقوله.

رجاء أسمعي ما لا أقوله،

أصغ إلى ما أرغب في أن أقوله،

إلى ما أحتاج إلى أن أقوله،

ولكني لا أقوله.



لا أحب الاختباء.

ولا تلك الألعاب الساذجة الجوفاء.

أريد هجرها.

أريد أن أكون حقيقيا وعفويا أريد أن أكون أنا

ولكن أحتاجك، عليك مساعدتي.

مدي يدكِ لي، ولا تهتمي إن تظاهرت أنها آخر ما أريد.


أنت فقط من تستطيعين مسح عيني

من النظرة الخاوية لميت يتنفس.

أنت فقط تقدرين على إحياء روحي.

ففي كل مرة تكونين فيها طيبة، ورقيقة، تشحذين همتي،

وفي كل مرة تحاولين فيها فهمي لأنك تهتمين لأمري،

تنبت أجنحة قلبي –

أجنحة صغيرة جدا،

أجنحة ضعيفة جدا،

ولكنها أجنحة!



بقدرتكِ على ملامسة مشاعري

تنفخين فيّ الحياة.

أريدك أن تعرفي.

أريدك أن تدركي قيمتك بالنسبة لي،

أن تفهمي كيف تستطيعين أن تصنعيني – أن تعيدي نفخ روح الله فيّ—

كي أعود "أنا" أنا

إذا أردتِ.

أنت وحدك قادرة على تحطيم الجدران التي أرتجف خلفها،

وحدك قادرة على إزالة قناعي،

وتحريري من عالم الخوف المظلم الذي بنيته،

في سجني الانفرادي،

إذا أردت.

أرجوك أريدي.



لا تتجاوزيني.

لن يكون الأمر سهلا عليك.

فإيماني القوي بتفاهة قيمتي أقام جدرانا متينة.

كلما اقتربتِ مني أكثر

سأرد بضربات عمياء عليكِ.

أعرف، لا منطق، ولكن رغم كل ما سطرته الكتب عن الإنسان

فأنا غالبا ما أفتقر إلى المنطق.

فأنا أقاوم بشراسة الشيء الذي أتوق إليه.

ولكن أخبروني أن الحب أقوى من أقوى الجدران

وعلى هذا أضع رهاني.


أرجوكِ حاولي نسف تلك الجدران

بأيدٍ صارمة ولكن بأيد رحيمة

فالطفل هش.



من أنا، تتساءلين؟

أنا شخص تعرفينه جيدا.

فأنا كل رجل تلتقين
وأنا كل امرأة تقابلين.



ترجمتي  لشعر تشارلز س. فين
Charles C. Finn
Please Hear What I Am Not Saying- 1966

هناك 4 تعليقات:

AwesomeSauce يقول...

I'm really impressed and touched with this poem... Something in it is just too damn right... And at some point... i just reached a point that i can't remember who i was.. or who i wanted to be !! DAMN !! Great article by the way... Keep the good stuff coming :) !

دعاء أكرم يقول...

Hi AwesomeSauce, glad you came back. remember, this is only my tranlsation of a great poem.Have fun exploring you.

Remo يقول...

جميل

دعاء أكرم يقول...

أهلا ريمو دائما إنت الأجمل